اختيار المغرب لاحتضان مقر المرصد والمنصة المدمجة للتدقيق في الحمولات الإعلامية للعالم العربي
22/6/2023
تم اختيار المغرب، بالإجماع لاحتضان مقر المرصد والمنصة المدمجة للتدقيق في كل الحمولات الإعلامية، التي تهم العالم العربي، وذلك خلال أشغال الدورة الـ53 لمجلس وزراء الإعلام العرب، التي انتهت فعالياتها أمس.
وأوضح السفير أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، خلال مؤتمر صحافي، عقد عقب اختتام أشغال الدورة 53 لمجلس وزراء الإعلام العرب، التي استضافتها المملكة المغربية، أن اختيار المغرب لاحتضان هذه المنصة جاء من منطلق تجربته في هذا المجال، مشيراً إلى أن هذه الآلية تهدف إلى تسخير كل وسائل الإعلام وتكنولوجيات الاتصال، من أجل رصد كل ما يهم العالم العربي، من حيث المحافظة على قيمه، ونشر مبادئ التسامح والاعتدال ومحاربة التطرف، وكذا كل ما من شأنه أن يسيئ إلى المجموعة العربية.
وأضاف السفير خطابي أنه من شأن هذه الآلية إعطاء بعد فعلي للخطة الاستراتيجية للتحرك العربي، التي تكتسي بعداً مهماً في التعامل، وبالخصوص مع القضية الفلسطينية، وكذا مع القضايا المرتبطة بتثمين الذاتية، والموروث العربي ومحاربة الإرهاب، وتمكين الخبر العربي من التداول على أوسع نطاق، مسجلاً أن استحداث هذا المركز مكسب مهم، من شأنه جعل خطة التحرك العربية ذات فاعلية وجدوى ونجاعة.
وقال خطابي إن الدورة الـ53 لمجلس وزراء الإعلام العرب بالرباط «كانت من أهم الدورات في مسيرة العمل العربي المشترك»، لافتاً إلى أن هذه الدورة كانت غنية وذات بعد شمولي، حيث تناولت جملة من القضايا، فضلاً عن تلك التي دأبت هياكل مجلس وزراء الإعلام العرب على دراستها، من قبيل القضية الفلسطينية، والقدس، وتفعيل الاستراتيجية الإعلامية العربية. مذكراً بأن الهدف الأساس لهذه الدورة تمثل في إعطاء بعد عملي وملموس لكل هذه التوجهات الاستراتيجية لوزراء الإعلام العرب.
كما أشار إلى أنه تم التأكيد فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية على حشد كل الإمكانات والوسائل لإيلاء مزيد من الاهتمام والحركية للتفاعل مع هذه القضية، ولا سيما قضية القدس الشريف. مسجلاً أن مبادرة تنظيم الندوة الدولية حول «دور الإعلام في دعم الهوية الحضارية للقدس الشريف»، بمبادرة من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ووكالة بيت مال القدس الشريف، على هامش اجتماعات وزراء الإعلام العرب، أعطت زخماً قوياً لهذا التوجه، ومثّلت فرصة لإبراز جهود وكالة بيت مال القدس الشريف، التابعة للجنة القدس، التي يترأسها الملك محمد السادس، والتي تقدم من خلال مشاريعها ومبادراتها العمرانية والاجتماعية والتعليمية والثقافية والاستشفائية نموذجاً للتضامن الملموس على أرض الواقع.
كما أوضح السفير خطابي أنه من بين الأمور الأخرى، التي تناولتها هذه الدورة، الخطة التنفيذية لمحاربة الإرهاب، مشدداً على أن هذه الخطة ذات أهمية كبيرة لكون الاستراتيجية الإعلامية العربية الخاصة بالإرهاب كانت قد استوفت مدتها، وبالتالي كان من الضروري وضع خطة مستقبلية، بالتعاون مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية. مشيراً إلى أنه تم خلال هذه الدورة كذلك مناقشة موضوع التصنيف الدولي للألعاب الإلكترونية، وذلك من باب حرص وزراء الإعلام العرب على الاهتمام بالقضايا، التي تهم الرأي العام والشرائح المجتمعية بشكل مباشر، مسجلاً في هذا الإطار موافقة جميع الدول العربية على مشروع السعودية، الذي يضع تصنيفاً دقيقاً للاستخدامات المتعلقة بالألعاب الإلكترونية في الدول العربية.
وفي الشق التنظيمي، قال السفير خطابي إن رئاسة المغرب لهذه الدورة، ممثلاً في شخص وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، تكرس الجهود التي تقوم بها المملكة المغربية في مجال العمل الإعلامي خاصة، والعمل العربي المشترك بصفة عامة، مضيفاً أن هذه الدورة «ستكون واعدة بفضل الخبرة التي راكمها الإعلام المغربي، سواء على المستوى العمومي أو الخاص».
من جهته، سجّل وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، محمد المهدي بنسعيد، نجاح الدورة الـ53 لمجلس وزراء الإعلام العرب، التي عرفت اتخاذ قرارات مهمة تهم الإعلام العربي، لافتاً إلى أن المغرب يهدف أساساً إلى تبادل التجارب مع الدول العربية الأخرى.
وذكر بنسعيد أن خلاصات اجتماع أمس (الأربعاء)، من قبيل موضوع استراتيجية التعامل مع كبريات الشركات الرقمية، يعد من أهداف الحكومة المغربية، مشيراً إلى أن التمكن من جعل هذا التحدي هدفاً مشتركاً لكل الدول العربية من شأنه جعل التفاوض مع هذه الشركات إيجابياً، وأفضل لجميع الدول العربية.
يشار إلى أن برنامج الدورة الـ53 لمجلس وزراء الإعلام العرب، تضمن كذلك، بحث سبل مواصلة الدعم الإعلامي للقضية الفلسطينية، وفي صلبها القدس المحتلة، ومتابعة خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج، بما في ذلك مشروع المرصد والمنصة المدمجة. كما بحث هذا اللقاء الوزاري تحديث الاستراتيجية الإعلامية العربية، ووضع خطتها التنفيذية، وتنفيذ أهداف الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030، وإدراج مادة التربية الإعلامية في المناهج التعليمية، والإعلام البيئي، ووضع استراتيجية موحدة للتعامل مع شركات الإعلام الدولية.